إن تاريخ القهوة غرس من غراس الأساطير، فقد تضمن تاريخ القهوة بعض التفاصيل عبر الأزمنة، وما صاحب ذلك من إكتشاف تأثيرها المنشط على الجسم البشري الذي كان بمحض الصدفة، حيث أن القهوة لا تمتلك الخصائص العلاجية كما هو في الشاي.وبحسب المعلومات التاريخية السائدة، يجري الحديث عن أن قبيلة "الأورومو" في أثيوبيا، كانت أول من اكتشف آثار نبات البن المنشطة، لكنه من المؤكد أن العرب كانوا هم الأوائل في زراعتها وتجارتها.
فخلال القرن الخامس عشر، وُجدت أدلة على انتشارها في الأديرة الصوفية في اليمن، وفي القرن السادس عشر في مصر وبلاد فارس وتركيا وسوريا. ومن العالم العربي، ازداد أعداد محبي القهوة، ومزارعي أشجار البن في إيطاليا، ثم بقية دول أوروبا وإندونيسيا، والقارة الأمريكية، إذ تحولت البرازيل اليوم أكبر مصدّر للقهوة في العالم.
وحتى اليوم، نجد أن السهول العليا في أثيوبيا تعتبر منشأ القهوة، حيث تقوم أثيوبيا بتصدير حبوب القهوة عبر البحر الأحمر الى جزيرة العرب، حيث تم زراعة القهوة لأول مرة في منتصف القرن الخامس عشر في اليمن. كما انتشرت القهوة بشكل سريع من خلال مواقع الحج في مكة والمدينة وفي جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية، وميناء مدينة موكا، والذي كان حتى عام 1720 ميلادي يعد المركز العالمي لتجارة القهوة. ولذلك فإن الموكا تعد من المشروبات الباهظة الثمن والتي تتاح فقط لطبقة الأغنياء، حيث كان يتم تناولها في المقاهي الكائنة في جميع أنحاء أوروبا حتى القرن الثامن عشر.
ومع توسع الإمبراطورية العثمانية في القرن السادس عشر، انتشرت القهوة الى آسيا الصغري، وسوريا ومصر وجنوب شرق أوروبا. وقد احتل العالم الإسلامي بأكمله من قبل المشروب الداكن، والذي يعود أصل تسميته الى العربية "قهوة" حيث ليس مسموحا للمسلمين تناول الكحوليات التي كانت القهوة عوضا عنها.